أبوسيمازة يكتب حول اختفاء أصوات الممانعة

مع تواتر ردود افعال رافضة لقاء الخميس 9 يونيو، خاصة من جانب الشيوعيين وانصارهم، بجانب فلول النظام المباد،الا ان حجم تلك الاستجابات السالبة، لم يكن بحجم الحدث ذاته،ربما كان اقل كثيرا مما كان متوقعا تجاه حدث مزلزل،كذلك اللقاء. حتي ان البعض تساءل في السوشال ميديا عن اختفاء اصوات الممانعة التقليدية

،بالذات تلك التي تنطلق من موقف ثابت من تحالف قوي الحرية والتغيير. وبالمقابل فان الخطوة،التي شهدت اول لقاء مباشر بين وفد من التحالف ووفد عسكريي25 اكتوير بدعوة من المبعوثة الامريكية والسفيرالسعودي بالخرطوم،بمنزل الاخير، وما تبعها من مؤتمر صحفي في دار حزب الامة،طرح فيه ممثلو التحالف مادار في اللقاء الاستثنائي،قد وجدت قبولا من بعض الاوساط السياسية.

 

 

وقد رات فيها تلك الاوساط تطورا نوعيا في مهارات التحالف التكتيكية،بجانب التزامها الشفافية،وتاكيد انحيازها للشارع وخياراته.
حدث لقاء التاسع من يونيو في وقت شهدت حركة الشارع تراجعا ملموسا منذ رمضان ابماضي.وتفاقم الازمةزالسياسية بوجهيها: عجز سلطة الامر الواقع وفشلها في ادارة شؤون البلاد واحتواء مشكلاتها المرهقة،وبالمقابل قصور المعارضة وعجزها عن انهاء النظام الانقلابي و”استعادة مسار الانتقال الديموقراطي بقيادة مدنية”. مما يجعل من اللقاء حدثا مهما لجهة كسره حالة الجمود التي تكتنف الموقف بمجمله.من جهة ،وتحطيم تابو تحريم التفاوض والحوار من جهة اخري.وهو التابو الذي رهن حركة الشارع ،بعيدا عن اي عملية سياسية،ببروسيس تغيير جذري غامض،فيما تتواصل المواكب والمسيرات، لتهب المزيد من الشهداء ،بعد كل نهار حافل بالاحتجاج والمواجهات الجسورة مع قوي الكبت والقمع ،قبل ان تعود ادراجها،في انتظار غد احتجاج ومنازلة اخر، دون افق واضح ،يتصل بذلك التغيير وادواته.

 

 

لقد فتح لقاء التاسع من يونيو كوة لاطلالة علي افق محتمل للتغيير عبر عملية سياسية برعاية اقليمية ودولية. وربما يعود لذلك ضعف ردود الفعل السلبية تجاه الحدث. ويمكن القول بالمقابل،ان التحالف قد كسب قلوبا وعقولا وهو يبتدر تلك البادرة غير المسبوقة.”فقد عادت الحرية والتغيير ،حسب الكاتب والروائي محمد المبروك،في بوست علي صفحته فيزفيسبوك،للتموضع في موقعها الصحيح.الاصل في بنية هذا التحالف الوطني هو العمل السياسي وما يتطلبه من تقدم وتراجع…”
ويحذر المحامي حاتم الياس،في صفحته في فيسبوك ،ايضا،من “الشطط في نقد قوى الحرية والتغيير،وجلوسها مع المكون العسكري .” ويستطرد قائلا:” دي قوي سياسية وادواتها ادوات سياسية. ما نقعد نحاصرهم بقصة (قعدتو) و(بعتو) والكلام دا !”
غير ان حاتم الياس يشدد علي اهمية “وحدة القوى السياسية وتوحيد وجهة نظرها التفاوضية”. وهو ما يؤكد عليه ،ايضا،الروائي حمور زيادة. فمع انه لايري في

 

التفاوض بحدذاته خطا،ولا في التسوية،الا انه يشدد علي ضرورة تقوية الصف واضعاف الخصم،قبل اي تفاوض او تسوية،ففي تقديره ان هذا الشرط هو ما كان ينقص جولة الحوار التي استضافها منزل السفير السعودي بالخرطوم.
كتب حمور زيادة علي صفحته في فيسبوك يقول:-
“التفاوض الية. والتسوية ذاتا الية.والزول البيحرم التفاوض من حيث هو تفاوض غلطان.والزول البيحرم التسوية من حيث هي تسوية غلطان.لكن.نبدا من (لكن) دي: برضو الزول البيتكلم عن تفاوض ساي كدا في المطلق غلطان .والزول البيتكلم عن تسوية ساي كدا في المطلق غلطان…..الخ”

 

ويرحب منير منير في صفحته علي فيسبوك بخطوة تحالف قوى الحرية والتغيير الاولي في طريق العملية السياسية ،ومآلاتها،قائلا:” مايمكن توقعه بعد ان طرحت مجموعة الحرية والتغيير اوراقها علي طاولة الحوار ، امام مبعوثة الادارة الامريكية وتاكيد مبعوثي العسكر بان المكون العسكري لاينوي الاستمرار في حكم البلاد، والذي يضعهم امام اختبار حقيقي في مصداقيتهم التي اهتزت بعد انقلابهم في 25 اكتوبر،هي خطوة الي الامام دون شك،ولكن مع رفع حالة الترقب والحذر فيما سيعقب هذا الحديث الي اعلي مستوي من الحذر والانتباه.”

 

وينضم عادل مختار لمؤيدي الخطوة.يكتب علي صفحته في فيسبوك،ويقول:”….مرة اخري ،نعم للحوار المساند للحراك الجماهيري السلمي في الشوارع،اذا كان يؤدي لعودة العسكر الى ثكناتهم ،وفق اتفاق مع كل قوي الثورة وبرعاية وحماية اممية ولا يقبل باي نوع من الشراكة مع العسكر مهما

 

كانت المبررات.” وعن الخطوة،كتب القاص بشرى الفاضل،قائلا:” خطوة الحرية والتغيير يجب انتظار نتائجها. فان قادت لهزيمة الانقلاب،فمن تري يقف ضدها؟ وان وصلت لطريق مسدود ،فالحرية والتغيير نفسها ستتراجع وتواصل مع لجان المقاومة ،وقوى الثورة الاخري،طريق المقاومة السلمية المجربة. لا يجب تخوين قوي الحرية والتغيير فهي لم تتنازل عن اللاءات الثلاثة. ولم تطرح نفسها بديلا مدنيا اوحدا.ولم تشارك في لقاء الثلاثية بروتانا.”

 

من المسح العاجل لردود الافعال تجاه لقاء بيت السفير السعودي في فيسبوك،يمكن تلمس معطي جديد هو الكسب الذي حققه اللقاء- الحوار،بحد ذاته،و ما ينطوي ذلك من قوة دافعة ،لتقدم الاطراف كافة نحو الاتفاق.خصوصا،ان القوي الاقليمية والدولية،بجانب عوامل اخري موضوعية،تراهن بسمعتها وجدارتها في اخراج السودان من ازماته
عبدالله رزق ابوسيمازه
abusimazeh@yahoo.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *