*علي سلطان يكتب: جولة في معرض الرياض الدولي للكتاب*.
*أيام وليالي*
زرت نهار أمس الأربعاء بمعية الأستاذ الفاتح كامل الكاتب والمؤلف ومستشار التحرير لمجلة طريق الحرير الدولية، معرض الرياض الدولي في جامعة الملك سعود.. وكانت زيارة وجولة ممتعة مع الأستاذ الفاتح كامل فهو ماشاء الله تبارك الله خبير بالمعرض وصالاته الست، وملم بالعديد من دور النشر السعودية والعربية الأجنبية.
كانت آخر مرة زرت فيها معرض الرياض الدولي للكتاب في العام 2015..ولم يعد المعرض في مكانه القديم، بل انتقل الى جامعة الملك سعود، التي تعتبر اكبر جامعات العالم مساحة، و وجدت الآن اختلافا عظيما وتغييرا واسعا، حيث أضحى المعرض واحة كتاب رائعة تضم كل المعارف والعلوم والآداب والفنون وكل ألوان الثقافة، فضلا عن المعارض والندوات والبرامج المصاحبة الأخرى على هامش المعرض الذي يحتل مساحة واسعة لن تستطيع أن تغطيها طوال أيام المعرض العشرة.
ولكن اذا كنت قد حددت هدفك.. وحددت ما تريد شراءه من كتب، فلن تكون المهمة صعبة. المشكلةُ التي واجهتني في المعرض هي أن الدفع الكترونيا، ولا مجال للشراء نقدا.. وهذه مشكلة بالنسبة لي ولعدد من الزائرين الذين ليس لديهم بطاقات دفع إلكترونية للشراء بحكم اننا زوار عابرون.. ولسنا مقيمين.. أرجو ان يتدارك منظمو المعرض تلك المشكلة في المعرض المقبل.
خلال جولتنا، تعمدنا زيارة الأستاذ متوكل الشريف الناشر السوداني المعروف وهو مشارك في المعرض ومعه داران سودانيتان للنشر، اظن من بينها دار المصورات.
سألت الأخ متوكل: هل للكتاب السوداني قراء من غير السودانيين؟
قال: إن السعوديين وخاصة السعوديات يفضلون قراءة روايات الطيب صالح ودوواين روضة الحاج،وغيرهما من الروائيين والشعراء السودانيين.. واضاف بان السودانيين مازالوا محبين للقراءة، و يشكلون حضورا بارزا في معارض الكتاب عربيا.
لاحظت في عدد من الأجنحة العربية، وجود رساميين مبدعين ، ومؤلفين حاضرين يوقعون على مؤلفاتهم في تلاقٍ جميل مع القراء.
الاستاذ الفاتح كامل عرفني على الاستاذ بشار شارو رئيس جمعية الناشرين العرب في جناح داره، الدار العربية للعلوم والنشر.
وللاخ الفاتح عدد من مؤلفاته موجودة في الدار العربية للعلوم والنشر و عدد من الدور منها دار الرشد.
و للأستاذ الفاتح كامل 12مؤلفا مابين كتب في السياسة والعلوم وروايات متميزة.
اعجتني أسماء دور نشر سعودية لها أسماء جميلة موحية، منها دار (يتخيلون) لكتب الخيال العلمي.. قابلت مدير المعارض في الدار إسمه عمر وهو شاب لطيف، أعجبني عرض الكتب في الدار بصورة فنية جاذبة.. كما أن الكتب المعروضة في الجناج مختلفة تماما عن غيرها.. هناك دار إسمها رائحة الكتب.. ودار شغف.. وغيرهما كثير.
رغم إننا أمضينا أكثر من ثلاث ساعات في المعرض وتعبنا من التجول بين الأجنحة والصالات إلا إننا تقريبا لم نغط 5 % من المعرض.
وليس هناك اي احتمال أن نغطي المعرض بالكامل، وإن واظبنا على زيارته يوميا.
لاحظت أن إقبال النساء على المعرض ملحوظا، وهن الاكثر وجودا والأكثر شراء.
في المعرض عدد من الأركان التي تبيع القهوة والشاي وعليها إقبال كبير، ومعظم الواقفات في الصف الطويل لشراء الشاي والقهوة من النساء.. و يستحسن أن يكون هناك ركن صغير للرجال مع كثرة النساء!!
من محل شاي معروف اسمه (خدر) شربت شايا بالنعناع والحبك معا وغنمت كباية شاي جميلة تمنح لك وعليها الشاي الذي تطلبه.. عند هذا المحل تعرفنا على شاب جميل من تشاد إسمه أحمد أصر على دعوتنا الى كوب من الشاي، وكوب من النعناع البارد كان طلب الاستاذ الفاتح. َدعوت لابننا أحمد بان يزوجه يزوجه الله عروسا صالحة حلوة.. أحمد يعمل في المعرض.. وهناك عدد غير قليل من الشباب السودانيين يعلمون في المعرض، منهم الجنيد من كوستي ويعمل سائقا على عربات الغولف التي تحمل الزوار الى مدخل الصالات او الى موقع الحافلات المجانية التي تنقلك الى مواقف العربات.
ربما أعود مجددا إن شاء الله تعالى الى المعرض غدا الجمعة او في اليوم الاخير الذي يصادف السبت.. إن مد الله في الآجال.
مازال الكتاب الورقي له محبوه رغم غلبة الكتاب الإلكتروني.
الكتاب الورقي تتحسسه وتشم رائحة طباعته والكتاب الإلكتروني يفقدك هذه المزايا.
أخشى بمرور الوقت والتعامل المستمر مع الكتابة الإلكترونية، ان نفقد حاسة الشم والتحسس تدريجيا.
كان يفترض ان يكون معرض الخرطوم الدولي للكتاب خلال هذا الشهر اكتوبر الجاري.. ولكن الحرب اللعينة الملعونة تحول دون قيامه.. كما فعلت الكورونا من قبل؟ ومن قبله احداث ثورة ديسمبر.
معرض الخرطوم الدولي للكتاب معرض غير محظوظ صابته عين حسود منذ افتتاحه في عام2005.