*من طوكيو…د.معالي حماد غبوش يوجه رسالة للشعب السوداني
الإخوة والأخوات الأعزاء،
أكتب إليكم هذه الرسالة بقلب مثقل، وأنا الدكتور معالي غبوش، أخيكم وابن هذه الأرض الكريمة، أتواصل معكم جميعاً. بحزن عميق أوجه انتباهكم إلى مسألة ذات أهمية كبيرة – إهمال يوم الأنهار العالمي في السودان الحبيب.
في يوم الأحد الرابع من شهر سبتمبر من كل عام، تجتمع الدول في جميع أنحاء العالم للاحتفال باليوم العالمي للأنهار، وهي مناسبة تكرم الدور الحيوي الذي تلعبه الأنهار في حياتنا. وهذا العام، في 24 سبتمبر، احتفل العالم بهذا اليوم بحماس وامتنان. إلا أن أمتنا العظيمة، التي تفتخر بأطول نهر في العالم وروافد لا تعد ولا تحصى، فشلت في الاعتراف بأهمية الاحتفال بنهرنا.
دعونا نتوقف للحظة ونتأمل في خطورة هذه السهو. إن نهر النيل، شريان الحياة لأرضنا، له تاريخ غني يعود إلى فجر الحضارات الإنسانية الأولى. لقد غذتنا لآلاف السنين وما زالت تمنحنا بركات لا حصر لها. إن النيل بلا شك من أغلى النعم التي أنعم الله بها علينا.
فتأملوا هذا أيها الإخوة والأخوات الأعزاء: ألا نستطيع أن نستغل هذه المناسبة لنضع خلافاتنا جانباً ونتحد في شكر الله على هبة النيل؟ ألا يمكننا أن نتراجع خطوة إلى الوراء ونعيد إشعال السلام الذي ساد تاريخيا في وطننا؟ أليس من واجبنا، مثل الدول في جميع أنحاء العالم، أن نهتم ونحتفل بنيلنا الثمين، ونضمن أن شريان الحياة هذا الذي يتدفق عبر أرضنا يحظى بالاعتزاز والحماية؟
أناشد كل واحد منكم، يا شعبي الحبيب، أن يفكروا في طلبي المتواضع هذا. دعونا نغتنم هذه الفرصة لنجتمع معًا كأمة، متحدين بتقديرنا للنيل، ولنظهر للعالم جمال تضامننا. دعونا نحتفل بالنيل، مصدر حياتنا وتراثنا، بنفس الحماس والتفاني الذي تبديه الدول الأخرى من أجل أنهارها.
ولكي ندرك حقًا أهمية هذه المناسبة، دعونا نتعمق أكثر في المنظور العالمي. في جميع أنحاء العالم، تدرك الدول التي توجد أنهار في أراضيها الأهمية الحيوية لهذه الممرات المائية وأهميتها البيئية والثقافية والاقتصادية. إنهم يأخذون اليوم العالمي للأنهار كفرصة لتثقيف مواطنيهم، وزيادة الوعي حول أهمية الحفاظ على الأنهار، والمشاركة في الأنشطة التي تعزز الإشراف البيئي.
تخيل التأثير الذي يمكن أن نحدثه إذا اتبعنا حذونا! ونحن، شعب السودان، المحظوظ بأن لدينا أطول نهر في العالم، يمكننا أن نكون قدوة في الاحتفال بنهرنا والحفاظ عليه. يمكننا تنظيم برامج تعليمية، ومبادرات لتنظيف الأنهار، وفعاليات ثقافية تسلط الضوء على التاريخ الغني والتقاليد المرتبطة بنهر النيل. ومن خلال القيام بذلك، فإننا لا نحترم أهمية النيل في ماضينا فحسب، بل نضمن أيضًا مستقبله للأجيال القادمة. لقد كان نيلنا مصدر رزق، ومهد الحضارة، ورمزا للوحدة. وعلينا أن نحمي هذا المورد الذي لا يقدر بثمن وأن نعتز به. ألا يمكن أن يساعدنا هذا في إحلال السلام بيننا مرة أخرى؟ إجابتي هي نعم يمكن ويمكن أن تفعل.
وبينما نسعى جاهدين من أجل الوحدة والازدهار، صلواتي معكم جميعا. نسأل الله تعالى أن يحفظ ويحفظ نيلنا الحبيب، مصدر وجودنا.
مع فائق الصدق والاحترام،
أخوك،
د. معالي حمّاد غبوش