د. وداد مكي تكتب : دعونا نصبغ السنة الجديدة بالتسامح بدلا من الدماء

 

تعصف ببلادنا تحديات جسام وتقف أمتنا السودانية على مفترق طرق. كانت السنة الماضية مليئة بالأحداث والدماء والدموع والحزن. حزن لم يفارق جفن السودانيين منذ بواكير الاستقلال، كيف لا ونحن لا نطوي حربا إلا وندخل في حرب أخرى.
إنها سمة ربما تلازمنا لعقود قامة إذا لم نفطن لخطورتها. ستلازمنا إذا لم ننبذ الكراهية ونتسامح ونضع أيدينا فوق أيدي بعض لنبني وطننا ونرفع شأن أمتنا التي أهلكها الصراع والشتات.
ونحن ندخل سنة جديدة، دعونا نجعلها سنة مختلفة. سنة نجعل فيها الاتفاق بيننا سمة بارزة.
يمثل الاتفاق الإطاري الذي تم توقيعه قبل أسابيع قليلة بادرة جيدة وبداية مشجعة لأنه يبشر بوضع نهاية للاختلال والفراغ الدستوري الذين جاءا نتيجة لأحداث الخامس والعشرين من أكتوبر. ولذا يتعين على كل الأطراف الرافضة لهذا الاتفاق الإطاري- وخاصة السيد مناوي والسيد جبريل- أن يغلبا مصالح الوطن وأن يوقعا على الاتفاق الذي نأمل أن يكون البداية لوضع نهاية لكل النزاعات التي تدور رحاها حاليا في كل ركن تقريبا من أركان السودان.
تحزننا الصور التي نراها هذه الأيام للنساء والأطفال ممن تشردوا بسبب الهجمات الغادرة على قراهم في ولاية جنوب دارفور، وكذلك الأحداث التي تشهدها مدينة زالنجي في ولاية وسط دارفور هذه الأيام.
تؤكد كل هذه الأحداث المريرة على شيء واحد: وهو الفراغ الذي يعصف بالدولة، لأنه لو كانت هناك حكومة فاعلة لما حدث كل الذي يحدث من تقتيل شبه يومي للمدنيين في دارفور الذين ظلوا يدفعون الثمن باهظا.
يقع على عاتق قادة الحركات المسلحة وخاصة جبريل ومناوي وعبد الواحد نور مسؤولية كبرى لتحقيق الاستقرار لمواطني دارفور من خلال التوقيع على الاتفاق الإطاري والعمل مع بقية القوى السياسية لاستعادة عادة الثقة المفقودة. لابد من وضع حد للدماء التي باتت سمة بارزة للوضع في دارفور. لابد لسيادة الدولة أن تطغى على سيادة الفوضى والمليشيات التي تعبث فسادا في الأرض وتقتل المدنيين بصورة وحشية.
إن الاتفاق الإطاري- إذا ما توافقنا عليه – سيخرجنا من هذه المعمعة القاتلة.
قديما قال الشاعر: تأبى الرماح إذا ما اجتمعنا تكسرا… وإذا ما افترقنا تكسرت أحادا. ولذا يتعين علينا كسودانيين أن نجمع رماحنا معا ونوجهها صوب صدور أعدائنا وليس صدور بعضنا البعض.
دعونا نجعل السنة الجديدة مليئة بالتسامح مع بعضنا البعض. دعونا ننشر المحبة بيننا وننبذ الكراهية. دعونا نعمل معا لبناء بلادنا وإعلاء شأنها بدلا من تدميرها.
الوطن يحتاجنا ونحن نحتاجه. علينا أن نعمل على إصلاح أخطاء الماضي كي يتمكن أبناؤنا من جني ثمار المستقبل.
كل سنة ووطننا بخير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *