*(٣)خطابات في أسبوع البرهان وسط القواعد العسكرية*
الخرطوم _فاطمة رابح
شهدت البلاد خلال الأسبوع (٣)خطابات لرئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان وسط قواعده العسكرية ابتداء من معسكر حطاب ثم المرخيات وامس الأول في أكاديمية الشرطة بسوبا وسط حالة من الترقب للدوائر السياسية والمجتمع المدني والرأي العام والمواطنين في الداخل والخارج ما آثار عدد من التساؤلات حول لغته ومواقفه الجديدة والتي جاءت بشكل صارم وهو يتحسس سلاحه في ظل ظروف اثتثنائية تمر بها البلاد وحازت خطاباته الثلاث على الإهتمام لما تحمله من رسائل في الداخل والخارج حيث لا زال يثير اللغط بين المكونات السياسية وسط لاءات رافضة للمفاوضات مع المكون العسكري حيث جاهرت بها قوى سياسية (البعث العربي الاشتراكي والشيوعي ولجان مقاومة الخرطوم) بينما ضربت الحيرة السياسين وحالة من الالتباس للذين ينادون بعودة الجيش للثكنات وازدات الحيرة بشكل اكبر عما كان بالسابق عند البعض لاسيما عقب تسريبات بتسوية سياسية ثنائية بين العسكر والمدنيين بقيادة الآلية الثلاثية المشتركة لإنهاء الأزمة السياسية في السودان (الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والايقاد) وانها ستفضي لتسليم السلطة للمدنيين مع انشاء مجلس أعلى للقوات المسلحة ما أدى إلى تحفظ ورفض وسط عدد من القوي السياسية والمكونات الوطنية الأخرى والتي منها ماهو يسعى لحسم الخلافات عبر انتخابات رئاسية مبكرة فيما لا يحبذها آخرون خاصة المتشددين تجاه ازحة العساكر من الحكم خشية من عودة الحركة الإسلامية للحكم اذا ما قامت الانتخابات لجهة انها ستكون مزورة غير ذلك لها مطلوبات ينبقي تحقيقها قبل إجراء العملية
خطابه في حطاب
في خطابه من معسكر حطاب شمال الخرطوم بحري أكد البرهان على أنه مستعد للقتال في سبيل السودان كما وجه ، تحذيرات شديدة اللهجة لحزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وطالبهم بالابتعاد عن القوات المسلحة، قاطعاً ان الجيش لن يسمح لهم بالعودة للحكم من خلاله، وقال لهم يكفي حكم ٣٠ سنة
كما حذر وبشدة أيضا كل من يعمل على بث الشائعات والتحريض على تفكيك الجيش،
، مشيراً إلى أن الجيش لن يوالي اي فئه او حزب كما لن يتردد في وضع يده مع كل من يعمل من أجل إنقاذ البلاد ، كما أنه سيقف بالمرصاد لأي شخص يعمل ضد السودان
خطابه في المرخيات وسط ضباط صف وجنود بام درمان فإن
البرهان ومن المرخيات جا في خطابه ذات اللغه التحذيرية وقال إن لديهم “تفاهمات” مع قوى الحرية والتغيير و أنه “لمس وطنيتهم” وأنهم “التزموا بعدم الرجوع للسلطة”، كما شدد على أنه لن يسمح لأي جهة بتفكيك الجيش واي شخص يحاول التدخل في شؤون الجيش أو تحريض أفراده سنعتبره عدوا لنا”، مكررا تحذيره “لنفس الجهات بالابتعاد عن الجيش وعدم تحريض ضباطه وأضاف
“نطمئنكم أننا سنمضي إلى ما يحقق استقرار ووحدة السودان”، مؤكدا أن “القضية حماية الوطن والشعب بلا مزايدة”.
كما قال إن الجيش يريد حكومة مدنية يحملها ويقف إلى جانبها، مشيرا إلى أن علاقاتهم مع دول الجوار “علاقات متزنة ولا يشوبها أي توتر”.
خطابه في سوبا
حفل تخريج الدفعة (17) عُمداء في اكاديمية الشرطة سوبا والذي خاطبه البرهان أكد ان الشرطة تؤدي واجبها بكفاءة تامة و تضحيات في مناطق النزاعات دون حماية و تحمي المظاهرات من صدام المظاهرات المضادة وقال ان الشرطة السودانية استحقت وسام الانجاز العسكري لما قامت به خلال الثلاثة أعوام السابقة من انجاز مهامها في ظروف بالغة التعقيد واستهداف ممنهج للقوات الأمنية.
واثني البرهان على تماسك القوات الأمنية واسهامها في استقرار البلاد .
وناشد البرهان أفراد الاجهزة الأمنية والمواطنين عدم الالتفات الي من وصفهم بانهم يريدون الايقاع بين الشرطة والمواطنيين مشيرا الي ان بعضهم قام بذلك عن عدم دراية ومعرفة بدور الشرطة ومصلحة البلاد.
واضاف ان الشرطة ليست عدوا لاحد وانها ستظل امن وامان السودان (شاء من شاء وابى من ابى) وتقف الي جوار المواطن منوها الي انها كذلك ستقف سدا منيعا أمام المخربين الذين
يعبثون بامن واستقرار المواطن.
واكد استقلالية الاجهزة الأمنية عن الانتماءات السياسية وانها تعمل طبقا لتخصصاتها مشيراً إلى ضرورة الاصلاح المستمر لضمان تجويد العمل
حديث الخبرا حول خطاب البرهان في المرخيات
يقول الخبير الأمني ابراهيم عقيل مادبو ل ( الوطن) أن أهم الرسائل التي حملها الخطاب سبعة
*الرسالة الأولى: هي في بريد أفراد الجيش ان لا يضعفوا امام مهاجميهم ومن يشتمونهم وأن يفخروا بالكاكي..
*الرسالة الثانية:* للشعب السوداني لكي يعرف دور الجيش الحقيقي..
*الرسالة الثالثة: للخارج، ولأعداء الوطن والجيش وتحذير لبعض القوى السياسية بعدم التدخل في الجيش..
*الرسالة الرابعة: التأكيد على مدنية الدولة وحمايتها..
*الرسالة الخامسة: لا توجد تسوية ثنائية مع أي جهة، والحكومة الإنتقالية القادمة ستكون مستقلة كفاءات غير حزبية ولا عودة للمحاصصات والشلليات الحزبية.
*الرسالة السادسة: وثيقة المحاميين سيتم الجلوس حولها والتوافق عليها بعد قبول التعديلات والتنقيحات..
وأما الرسالة السابعة: تذكير ق.ح.ت بإلتزامها بعدم العودة لممارساتها السابقة.
رأي السياسة
المرشح المستقل لرئاسة مجلس الوزراء الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي,البروفيسور احمد صباح الخير رزق الله ,يعتقد أن خطاب البرهان وضع النقاط فوق الحروف وعلي الاحزاب السياسية والسياسيين بالابتعاد عن التدخل في شؤون القوات المسلحة والعمل على تفكيكها.
ودعا صباح الخير في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” الاحزاب السياسية باخذ خطاب البرهان في منطقة المرخيات مأخد الجد والانخراط في حوار سوداني سوداني بقلب سليم، ونية صافية، من أجل الوصول للتوافق والتراضي الوطني، وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية والحزبية والقبلية والعمل سويياً لحماية الوطن من كيد المتربصين على
واضاف ان خطاب البرهان وضع بجلاء حدا لكل التخرصات والاشاعات التي اثيرت حول الحكومة الانتقالية القادمة، والتي أعلن البرهان بأنها ستكون (حكومة كفاءات مستقلة غير حزبية) وأكد ان لا اتفاق ثنائي او تسوية سياسية مع أي جهة كانت لتنفرد بالسلطة والحكم.
حيث انه اكد على تفرغ الجيش لمهامه والوقوف على مسافة واحدة من كل الكيانات والاحزاب السياسية مع حراسته للوطن، وكذلك حراسته لمكتسبات الثورة المجيدة حتى تحقيق اهدافها.
وإقترح صباح الخير بان يكون هم الحكومة القادمة منحصرا في (معاش الناس وإصلاح الاقتصاد، والتصالح الوطني وتحقيق وادامة السلام وتهيئة البلاد للانتخابات الحرة النزيهة القادمة) وأكد دعمه لما جاء في هذا الخطاب بجانب تأييده والعمل، مع الآخرين من أجل سلامة الوطن واستقراره وكرامته .
وتنشط الآلية الثلاثية هذه الأيام ترافقها جهود الرباعية الدولية (الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات)، في إعداد تسوية سياسية بين العسكريين والمدنيين، باعتماد مشروع الدستور الانتقالي الذي أعدته نقابة المحامين السودانيين.