قرص الشمس : حكومة ابو العلا

مأمون على فرح

 

وابوالعلا هذا الأخ الشقيق لريا وسكينة سفاحتي الإسكندرية إبان عشرينات القرن الماضي، كان أبو العلا قليل الحيلة عاطل عن العمل يعيش عالة على امه وأحيانا تمتد يده للسرقة من الناس، هاجرت أسرته من كفر الزيات إلى طنطا واصبح يعمل هناك في وابور للطحين، وطرد من العمل لأن يده امتدت لسرقة الدقيق من الوابور ومن ثم تحالف مع زوج شقيقته حسب الله سعيد لسرقة محلج القطن الذي يعمل عليه ( حاميها، حراميها ) كانت كل أخطاء ابو العلا يعلقها على الفقر وقلة الحيلة والحظ العاثر الذي يجعل القرش لا يجري في يده كبقية خلق الله وهو نفس حال حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك التي تغرق في وحل من الفشل وتعلق فشلها في شماعة كتلك التي يستخدمها ابو العلا.
الناس خيبتها السبت والأحد وخيبت هذه الحكومة لم ترد على احد من قبل فمن فشل ننتقل إلى آخر آخرها ما نشهده من انفلات أمني تشترك فيه كل مكونات الحكومة بشقيها المدني والعسكري فالثورة المجيدة جاءات من أجل وقف نزيف الدم السوداني وليس اراقته كما حدث في أحداث الجنينة الأخيرة وهو فشل من نوع آخر.
أكثر ما يحزن انه رغم هذا الفشل مازالت أحزاب الفكة تتناحر في قسمة السلطة الانتقالية التي يفترض أن تكون حكومة كفاءات تمهد الطريق لحكومة منتخبة قوية قادرة على إدارة البلاد وإخراجها من أتون هذه الأزمات المفتعلة… ومن ثم لن نبرح مكاننا الذي كنا فيه طالما هذا هو حال الحاضنة السياسية لحكومة الفترة الانتقالية التي تحولت إلى إدارة صراع خفي في المناصب وتوزيع الكيكة بينما تتمزق أوصال الناس في الجنينة وينكوي المواطن بغول السوق وجحيم الحياة التي أصبحت لا تطاق.
انها حكومة قليلة حيلة كاابو العلا نسخة كربونية في ظل إخطار مستفحلة تحيط بالوطن وعيون الأحزاب ومن شايعهم تنظر إلى كراسي الوزارات وتسيل من أفواههم لعاب الانقضاض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *