على سلطان يكتب.. الفرعون(ترامب) وقلة عقله.
ايام وليالي
شغلت أمريكا الدولة الأولى والعظمي أمس امس الأول الدنيا بأسرها.. وكانت التغطية الإعلامية لأحداث أمريكا هي الأولى في الصدارة بلا منازع على الإطلاق.. وكان دونالد ترامب هو بطل الفيلم.. فيلم الكابوي.. راعي البقر على طريقة الويسترن ايام جون واين وكلينت ايستوَود وعلى الطريقة الإيطالية على ايام جوليانو جيما وترانس هيل وعودة ديجانقو ..!! كان مشهد اقتحام أنصار ترامب للكونغرس حدثا لا شبيه له في دولة الديمقراطية وتمثال الحرية.. وليس جمهورية الموز كما علق جورج بوش الابن..!
كان المشهد صادما لكل مناصري الديمقراطية في العالم.. وكان صدمة للأمريكيين أنفسهم من الجمهوريين قبل الديمقراطيين.. وكانت المحصلة وهي الاقتحام سببا في هزيمة ترامب في الكونغرس من مناصريه الجمهوريين الذين احزنهم واد الديمقراطية على يدي مطرفي الجمهوريين..!! ثم ماذا كانت النتيجة.. إن دونالد ترامب الجمهوري على لسان صقور الجمهوريين الذين انتفضوا اخيرا.. ا ليس جمهوريا أصيلا في الحزب الجمهوري العريق بل إن ترامب كان قبل عقود اقرب الى الديمقراطيين منه إلى الجمهوريين.. وان المصلحة السياسية وسعيه لرئاسة الولايات المتحدة قاده الى الحزب الجمهوري المحافظ.. وأن مناصري ترامب ليسوا من صفوة الجمهوريين بل ربما يكونوا من الغوغاء..!
ماذا جني ترامب من تغريداته وتحريضه لأنصاره للتقدم نحو الكونغرس؟ ‘..!وكان في بداية المشهد مزهوا ومنتشيا حتى الثمالة بكل ذلك الزخم الجماهيري والإعلامي المزيف كما يقول وهو يقود جماهيره نحو المعركة الفاصلة وإعادة الانتخابات وإسقاط بايدن..لا صوت يعلو فوق صوت معركة ترامب.. كان ترامب يبدو كدون كيخوته او دون كيشوت يحارب في طواحين الهواء او الرياح.. بدأ ترامب كما علقت إحدى أعضاء الحزب الجمهوري.. لقد أصبح ترامب ملكا ويتصرف كملك وسط رعاياه.. وصار يقول نحن عوضا عن انا!!
ظل ترامب يسمع صوته فقط مضخما كرجع الصدى بين الجبال.. و لا أحد يجرؤ على مخالفته.. ولا أحد ينتقده!!
خسارة ترامب مفجعة لترامب نفسه على المستوى الشخصي وعلى مستوى الحزب الجمهوري وعلى مستوى الولايات المتحدة..
لقد كسب ترامب عداء الجميع دون شفقة أو رحمة..!! لقد أفسد حملته المناهضة للانتخابات بأخطاء قاتله كانت سببا في خروجه من السباق وربما من الحياة السياسية برمتها.
لقد خرج الفرعون ذات صباح في يوم العيد السعيد عريانا كما ولدته أمه مزهوا مختالا.. ولم يجرؤ أحد أن يقول له ياسيدي انت عريان.. فقد زين له الخياط واوحى له أنه يلبس أغلى الثياب واجملها من الحرير الطبيعي .. ولكن طفلا صغيرا صاح في موكبه الفاره
انظروا الي الملك العريان.. واتضح للفرعون انه كان يختال عريانا بين رعاياه الجبناء الذين لم يجرؤ احد منهم ان يقول له انت عريان يامولاي!!
كثير من الحكام على مر عصور التاريخ على شاكلة فرعون العريان.. وكثير من الرعايا جبناء.. والتاريخ يعيد نفسه.. للتذكير حماية فرعون قراناها قبل عقود في كتاب مطالعة الصف الثالث في المرحلة الأولية بعنوان فرعون وقلة عقله وماتزال في الذاكرة..هذا حجر في بركة المناهج او ترعتها..!!