على سلطان يكتب… هل كتبنا على أنفسنا الشقاء
ايام وليالي
هل كتبنا على أنفسنا الشقاء؟
لماذ يتعذب الإنسان السوداني؟ لماذا يُعذب الإنسان السوداني؟ مَن يعذب الإنسان السوداني؟ هل كُتب علينا الشقاء في هذه الدنيا؟ هل نحن مظلومين ام ظالمي أنفسنا؟ هل نحن قطيع نتبع الراعي؟ أم قطيع بلا راعٍ؟ أم نحن رعاة بلا قطيع؟
“اسئلة لا تحتاج إلى إجابةفورية.. ولكنها تستحق التأمل والتمعن!
حالة الشقاء الحياتية التي يعيشها السودانيون جميعهم ليست حالة قدرية لا مفر منها ولكنها حالة من صنع أنفسنا ومما كسبت أيدينا؟ يعيش العالم (الكافر) حياة ميسرة حيث تتوفر عنده الطاقة بكافة أنواعها فلا قطع كهرباء ولا شح بنزين ولا ديزل ولا غاز!! ولا انعدام خبز!! كل الذي يحتاجه متوفر عنده وزياده.. وأمامه خيارات شتى لاصناف شتى من مشرب وماكل وتعليم وهوايات ورياضيات!!
وليس ذلك لأن الدنيا هي جنة الكافر.. ولكن لأن هؤلاء البشر أدركوا قيمة الحياة والوقت والجهد والعمل والعطاء ثم قبل ذلك ادركوا قيمة الإمانة وقيمة العمل!! فاخلصوا النية وعملوا وبذلوا قصارى جهدهم في المجالات كافة فنجحوا في الحياة وكان لهم ماارادوا من حياة كريمة بلا عنت ولا مشقة!
امانحن. فما أكثر خيباتنا وفشلنا وهواننا وتعاستنا!! فأصبحنا شعبا على هامش الحياة..!!
لم نعرف قيمة العمل ولم تقدره ولم نعرف قيمة الكسب والبذل والعطاء والأمانة.. ولم يدرك بعض أشقائنا خطورة الفساد الذي عم واستشرى في القرى والحضر.. فساد يزكم الانوف.. ولا يلقى الاستنكار والاحتقار والمساءلة..فاصبح الشر شطارة والرشوة حافزا واكرامية.. واكل مال الحكومة حلال بين!!
وهناك بلا خجل ولا حياء من يحتكر الدقيق والوقود والغاز ومن يبيعه في السوق الأسود ومن بهربه خارج الدول.. مافيا وعصابات منظمة في كل مجال وبلا حصر..!!والانسان السوداني رجلا ام إمرأة مسنا ام فتيا عجوزا ام شابة صغيرة خائر القوى ومستهلك الطاقة لأنه يقضي كل يومه في حلقة مفرغة تبدأ قبيل صلاة الفجر بصف الرغيف ثم صفوف البنزين والجاز ويعود منهم القوى ليفاجا بانقطاع التبار الكهربائي وانقطاع المياه.. ولا يكاد يجد لقمة تسد رمقه وجوعه ورمق فلذات كبده.. بطون جائعة وشفاه عطشى.. وأسعار تقفز بالزانة كل صباح جديد.. مدارس مغلقة ورسومها مدفوعة.. والكورونا تواصل حصدها وحصادها اليومي.. في كل بيت ماتم وعويل وحزن مقيم!! فهل هذا الإنسان السوداني يعيش في الألفية الثالثة والقرآن الحادي والعشرين؟ أم أنه من العصور المظلمة والوسطى وألقت به آلة الزمن في هذا القرن المستنير!
فلا كعبا بلغت ولا كلابا!!