قراءة سريعة في القوى التي ستحدد مستقبلنا بعد كوفيد ١٩
بقلم الدكتور عزالدين شريف كاتب وباحث اكاديمي بناءا على مقال مارتن وولف الفايناشيال تايمز
سرع كوفيد ١٩ انتقال العالم من الحاضر الى المستقبل.نورد هنا خمس قوى قد تحدد مستقبلنا بعد الجائحة
اولا: التكنولوجيا . فمسيرة الحوسبة وتقنية المعلومات تمضى قدما في اعادة تشكيل حياة البشر والاقتصاد وهذا الامر سيسمح لجميع الناس العمل من بيوتهم والعمل عن بعد.
فهل اعددنا انفسنا في السودان لهذه المرحلة ؟. نحتاج الى وقفة متانية لوضع الاطر لبنية تحتية لاتصالات النطاق العريض وتقنية زووم وبرمجيات ومنصات وتطبيقات برمجية والاعداد لاستقبال الانترنت المجاني المرتقب توفره لكل انسان في العام ٢٠٢٥.
ثانيا:اللامساواة: لقد امكن للعديد من موظفي المكاتب الذين يحصلون على رواتب كبيرة العمل من البيت في حين لم يكن بمقدور الآخرين معظم الآخرين ان يفعلوا ذلك ويتضح هذا جليا في السودان من التزاحم في صفوف البنزين واعداد الموظفين في المكاتب رغم التحذير من جائحة الكرونا وتفشيها بصورة مخيفة
ثالثا: المديونية: زاد المديونية في كل مكان تقريبا خلال العقود الأربعة الماضية وكلما قيدت الازمات قدرة القطاع الخاص على الاقتراض تدخلت الحكومات للقيام بالواجب حدث هذا بعد الازمة المالية العالمية ومرة اخرى اثناء جائحة كوفيد١٩. ولكن ياترى هل هذا الوضع كان معتبرا في السودان ام بالعكس ان الحكومة نفسها زادت من حجم الاقتراض والمعلوم انه حسب معهد التمويل الدولي قفزت نسبة إجمالي الدين العالمي من ٣٢١% بناية ٢٠١٩ الى ٣٦٢% وهي نسبة مرتفعة جدا.وفي بعض الدول ولحسن حظهم ان الدين الحكومي زهيد التكلفة جدا وبمعدلات فائدة اسمية.اما في السودان فحدث فلاحرج حيث تعد البنوك حاليا الى رفع معدل الفائدة على القروض الى ٢٨% من بداية ٢٠٢١.
رابعا تفكيك العولمة: التصور المعقول هو ان التبادل بين بلدان العالم لن ينتهي في المستقبل لكن من المرجع ان يكون إقليمي اكثر وافتراضيا اكثر
والمثال الجدير بالتنويه هنا هو اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة التي ابرمت مؤخرا وجمعت بين الدول العشرة الأعضاء في الاسيان وأستراليا والصين واليابان ونيوزيلندة وكوريا الجنوبيه.
خامسا: التواترات السياسية واحد ابعادها التدهور في صدقية الديمقراطية الليبرالية وبروز نزعة الاستبداد في عدة بلدان منها السودان وصعود طغيان الصين البيروقراطي وثمة بعد اخر هو ظهور الشعبوية في الغرب خاصة في الولايات المتحدة الامريكية ولكن ربما يكون اشتداد التوتر بين الصين وامريكا قد يجبر البلدان الانحياز لاحد الطرفين.
السودان يحتاج الى قراءة الوضع الراهن حتى عام ٢٠٢٥ جيدا للحفاظ على اقتصاد ديناميكي وعلى السلم وإدارة الموارد التي كانت في الماضي القريب اهدافا صعبه فالدولة بحاجة الى بذل الجهد المطلوب للتعامل الناجح بعد جائحة كرونا حتى ٢٠٢٥. فهل نستوعب الدرس،