السودان انتصرت إرادة السلام هل تنتصر إرادة تنفيذه؟!
يشكل اتفاق السلام الأساس والقاعدة المتينة للاستقرار في السودان. وبتوقيع الاتفاق في جوبا يسدل الستار على مرحلة الحرب ودخان البنادق وكتابة اخر حرف من الصراع وتوديع السلاح وبالتالي يتجه الناس الي مرحلة جديدة وهي مرحلة البناء والاعمار، وهي الأصعب كون التوقيع على السلام يعني كتابة اخر الحروف.
وكان الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي ورئيس وفد التفاوض قد اطلق خلال الاحتفالات الشعبية بقادة السلام بساحة الحرية عقب عودة الوفد للبلاد حمامة السلام ايذانا ببداية المرحلة الجديدة في تاريخ البلاد.
ووصف حميدتي اتفاق السلام بأنه نقطة في آخر سطر من معاناة السودان الممتدة وقال “سنكتب فيه أرضا سلاح، لأن الانتصارات الحقيقية والدائمة هي انتصارات السلام وليس الحرب.
وراي خبراء ومحللون سياسيون ان تنفيذ اتفاق السلام سيكون المخرج الأساسي للسودانين من ازماتهم المتطاولة. ودعوا أطراف عملية السلام من قوى الكفاح المسلح وقوى الثورة الي التوحد خلف برنامج إصلاحي وطني يحشد الطاقات خلف السلام والتنمية ويقطع الطريق امام عودة الأمور إلى الوراء.
ودعا استاذ القانون الدستوري بالجامعات السودانية الدكتور أحمد أبو قرجة حكومة الفترة الانتقالية لإجراء إصلاحات عاجلة تواكب مرحلة السلام وتطلعات جماهير الثورة وتضع حلولا عاجلة لمعاناة الشعب. وشدد على أهمية توحيد جهود قوي الثورة وكافة افراد الشعب السوداني خلف إرادة تنفيذ اتفاق السلام ومعالجة الأوضاع وتجاوز تحديات الراهن والانتقال الى المستقبل.
ونبه الي ضرورة الانتباه الي العراقيل والتحديات التي يضعها المناوئون للسلام وأهمية فضحهم أمام الشعب وتعريتهم. فيما أكد الخبير والمحلل السياسي المهندس محمود تيراب ان توفر إرادة تنفيذ الاتفاق هي التي تقف أمام محاولات تعطيلة التي تقودها بعض القوى السياسية . وقال “فبمثل ما توفرت إرادة السلام ستنتصر إرادة تنفيذه!.”