مروة السنهوري تكتب من الشارقة… تايتنك في دبي
سودان ديلي نيوز :
لم يرعب شبح غرق 1500 راكب على متن سفينة ” تيتانيك ” في الرابع عشر من شهر أبريل سنة 1912، الناس الذين أبدوا حماسهم لخوض تجربة الإبحار مرة آخرى على متن النسخة الجديدة من تايتنك،
التي من المعتزم أن تمخر عباب المحيطات بعد 110 سنة من غرق النسخة الأصلية.
ستبدأ باكورة رحلات تاتينك من دبي إلى بريطانيا في 2022، إلا أن الإجراءات الاحترازية بسبب فيروس كورونا، دفعت المسؤولين عن السفينة إلى الإعلان عن تأجيل موعد الرحلة من دبي إلى بريطانيا،
ؤكدين أن الرحلة سيتم تسييرها بعد التأكد من انتهاء الفيروس.
تتسع السفينة الجديدة التي صممت بالتفصيل كالنسخة الأصلية ل 2400 راكب، و900 من أفراد الطاقم ،تم محاكاة كل تفاصيل السفينة الأصلية حتى بالنسبة لقوائم طعام الركاب، التي ستقدم بنفس قائمة طعام السفينة المنكوبة.
الإختلاف الوحيد أن تايتنك الجديدة ستواكب العصر، فلن تسير بمراجل بخارية كما حدث مع السفينة الغارقة، ولكن بمحركات كهربائية تعمل بالديزل.
السؤال الذي يطرح نفسه من سيمتلك قلباً شجاعاً يدفعه لخوض مغامرة السفر في سفينة منكوبة الصقت بها لعنة المومياء المصرية، التي كان من المقرر نقلها إلى متحف في نيويورك ؟
وماهي ضمانات عدم تعرضها لعطل فني طارئ ؟
الإجابة كانت على لسان أحد مسؤولي الحجوزات في السفينة، الذي أكد أن الطلب على الحجوزات من المتزوجين والعشاق الجدد تجاوز العدد المحدد له .
ولأهل الفن شغفهم الاستثنائي بهذه التجربة ففي حديث شيق جمعني مع الممثل الإماراتي الشاب عبدالله حيدر، حدثني عن ارتباطه الوجداني بالفيلم الذي أرخ قصة حب روز وجاك و أبدى حماسه الشديد للفكرة،
التي ستسمح له بإسترجاع نوستلجايا عرض الفيلم لأول تاريخ 1 نوفمبر عام 1997 قائلاً: ” تايتانيك حلم أي فنان ولن أبالي بالمخاطر”.
تيتانيك الأصلية غرقت بعد أن اصطدمت بجبل جليدي في 15 أبريل سنة 1912، لم يتبق من السفينة سوى قصة الحب الشهيرة التي خلدها الفيلم، الذي حمل اسم السفينة، وأغنية سيلين ديون الشهيرة ” أعرف أن قلبي سيستمر”.
الفيلم الشهير لم يكن مجرد فيلم عابر في دور العرض السينمائية بل بمثابة إدهاش بصري مُغلف بخيط رمزي شفاف، تم معالجته بعمق عبر تضمين قصة حب بسيطة،
كانت سبباً جوهرياً في جعل الفيلم أكثر من كونه رومانسية فارغة.
تنبع أهمية قصة فيلم سفينة تيتانيك من كونها كانت رمزاً لكوكبنا الواسع بكل ما فيه من آمال ، طموحات ، تناقضات ، و مآس، كوكبنا الزاخر بالحب والكراهية ، بالخير والشر ،
كوكبنا الذي يبحر فينا دوماً من القديم ( حيث بريطانيا ) نحو الجديد ( حيث أمريكا ) سابحاً في بحر متلاطم لا يدري بما يخبئه له القدر من كوارث ( بحر الجليد ) كوكبنا بكل طبقاته الإجتماعية :
الأثرياء في القمة ، المتوسطون في الوسط ، والفقراء في طوابقه السفلية ، الذي جمعهم قدر ليواجهوا كارثة واحدة .
و عندما استطاع العاشقان أن يرتقيا بهذه الطبقات المتناقضة إلى علاقة أسمى وهي الحب ، تم طحن الطبقة الفقيرة عبر ( غرق جاك ) في سبيل بقاء الطبقة الغنية.
غرق تيتانيك كان ضربة للغرور البشري و كشفاً عن حقيقة الأنانية الإنسانية وغريزة البقاء ، كان ضياعاً لقصة حب وصدام بين طبقتين ، وفوق هذا كله كان ضياعاً للآمال العظيمة التي حملها جميع من في السفينة.
مع عودة تاتينك الجديدة ، هل سنشهد قصة حب عصرية لحبيبين جدد مثل ” جاك ” و ” روز ” ؟ هذا ما ستكشفه لنا الأيام قريباً في دبي “دانة الدنيا” عندما تنطلق النسخة الجديدة من السفينة .