تُؤثِّر تجربة الزواج السابقة إيجاباً في الرجل أحياناً؛ فقد يُصبح ناضجاً عاطفياً؛ لأنّ تجربة الطلاق صعبة، وتحتاج إلى عقلية تستطيع التعامل معها، ومع تداعياتها، وهذا يجعله أكثر نُضجاً في التعامل مع التجارب الجديدة؛ لفهمه أهمّية التواصل الجيِّد في العلاقة، وإدراكه أخطاءه، وفهمها، ومحاولته تجنُّبها.
ويحتاج التعامل مع الزواج من رجل مَرَّ بتجربة زواج سابق إلى بعض النصائح التي تُساعد في استمراريَّته ونجاحه، وفي ما يأتي أبرزها:
التحلّي بالصبر
الزواج من رجل كان قد تزوَّج سابقاً لن يكون سهلاً دائماً؛ ممّا يعني أنّ العلاقة ستحتاج إلى بناء أساس قويّ؛ عبر التعامل مع المواقف كلّها بصبر، لا سِيَّما أنّ الزوج قد يكون في حاجة إلى وقت أكثر؛ لتَخطّي مشاعره السابقة، والتكيُّف مع الزواج مرَّة أخرى، بالإضافة إلى أنّ تردُّده قد يزداد عند اتِّخاذ القرارات، وهذا يحتاج تفهُّماً وتعامُلاً برَوِيَّة من كلا الطرفَين.
فعلى سبيل المثال؛ إذا انزعجت الزوجة من بعض تصرُّفات زوجها، فعليها مناقشة الأمر معه بهدوء وتسامح؛ ممّا يحُدّ من تفاقُم المشكلات، ويُساعد في حَلّها بفاعلية، وتجدر الإشارة إلى أنّ التعاطُف مع مشاعره؛ بمحاولة رؤية الأمور من وجهة نظره، يُقلِّل إمكانيَّة حدوث المشكلات أيضاً.
احترام الحدود الشخصية
الحدود ليست موجودة لتقييد العلاقة، أو الحَدّ من صلاحيات أيٍّ من الزوجَين، بل هي أداة للتعبير بحُرِّية عن الاحتياجات والقِيَم الأساسية، وتُعَدُّ أهمّ وسيلة لحماية الزواج؛ لأنَّها تُعزِّز احترام الذات، وتُحافظ على سير العلاقة، وتُبقيها صِحِّية وسليمة؛ فلا تكون هناك حاجة إلى التدخُّل عند حدوث خلاف بين الزوج وزوجته السابقة، بشأن أيّ سبب؛ لأنّ مناقشة مثل تلك الأمور معه قد تنقل الغضب والتوتُّر إلى حياته الجديدة، وقد تُبنى قرارات جديدة تبعاً لها.
الابتعاد عن الانتقادات والمقارنات
إذا كان لا بُدّ من الكلام عن طليقة الزوج، فلا بُدّ من تجنُّب مُقارَنتها بأيّ شيء؛ سواءً في ما يتعلَّق بشكلها الخارجي، أم بجانبها السلوكيّ، ولا انتقادها أو التحدُّث عنها بسوء وعصبية، ولا التقليل من شأنها؛ إذ لا فائدة في الاستياء منها، أو إظهارها بصورة سيِّئة؛ لأنّ ذلك لا يخدم العلاقة الزوجية الجديدة، بل يُظهِر المشاعر العُدوانيّة لدى الزوجة الجديدة، وقد يدفع الرجل إلى التفكير بأنَّه أخطأ في اختياره.
وعلى الزوجة أيضاً تجنُّب مراقبة الزوجة السابقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتتبُّع أخبارها، والحرص بدلاً من ذلك على استغلال الوقت والجهد في التركيز على بناء علاقة قوية وصِحّية؛ لضمان استمرارية العلاقة الزوجية.
التعرُّف إلى أسباب الطلاق
التعرُّف إلى أسباب الطلاق، وطبيعة العلاقة السابقة، لا يعني طرح الأسئلة كاملة مرَّة واحدة؛ إذ لا داعي لإعادة سَرد المراحل المُؤلِمة في وقت غير مناسب، إلّا أنّ معرفتها ضرورية بعد الوصول إلى مرحلة الاستقرار والطمأنينة في الزواج؛ فهي تُسلِّط الضوء على المشكلات التي تعرَّض لها الزوج سابقاً؛ ممّا يُساعد في معرفة كيفية التعامل معه، والاستفادة من التجربة السابقة.
فإن كان الطلاق السابق ناتجاً عن مُشكِلات وخِلافات مُتعلِّقة بالأمور المالية مثلاً، فلا بُدّ من الاتِّفاق على كيفية تخصيص النفقات، لا سِيَّما إن كان لدى الزوج أطفال من هذا الزواج؛ للتحقُّق من أنّ هذه المشكلة أو غيرها، لن تُؤثِّر في العلاقة الزوجيّة الجديدة؛ ممّا يُساعد في تقويتها واستمراريّتها.
تقبُّل أطفاله والتعامل معهم بأخلاق حَسَنة
قد تكون الزوجة الجديدة حريصة على إظهار لُطفها وتقبُّلها لأطفال زوجها، إلّا أنّ هذه المسألة حسّاسة؛ لأنّ المحاولة السريعة في التعرُّف إليهم، وإظهار اللُّطف الكبير في معاملتهم، قد يمكن تفسيرها بأنّها عدم مُراعاة لمشاعر أُمِّهم، أو محاولة لإخفاء المشاعر الحقيقية، وكلّ ما يجب فِعله هو تقبُّل وجود هؤلاء الأطفال، وإدراك أنّهم سيُشكِّلون رابطاً دائماً بين الزوج وزوجته السابقة.
وتجدر الإشارة في هذا الصَّدد إلى أنّ الزوج قد يتَّفق على بعض الشروط التي تتعلَّق بأبنائه مع زوجته السابقة عند التعرُّف إلى شخص جديد، أو قواعد تضمن عدم تأثُّرِهم سلباً بنَمط الحياة الجديد؛ إذ قد يشعر الأطفال بالغيرة من الزوجة الجديدة، وقد يجدون صعوبة في تقبُّلها؛ لأنَّها في نظرهم استحوذت على اهتمام والدهم؛ لذا، على الزوجة الجديدة أن تحرص على إدراك هذه القواعد التي تضمن مصلحة الأطفال في النهاية، وأن تحترمها دون إفراط أو تفريط.
بالإضافة إلى أنّ الزوج قد يضطرّ إلى الاهتمام بشؤون أطفاله بعيداً عن بيته الجديد؛ ممّا يعني أنّه لن يكون موجوداً في البيت طوال الوقت، على عكس الرجل الذي ليس لديه أطفال من زواج سابق، وهذا يتطلَّب من الزوجة الجديدة التحلّي بالصبر، والتفهُّم.
وختاماً، هناك معايير لا بُدّ من أخذها في الحُسبان قبل اتِّخاذ قرار نهائي بالزواج من رجل سبق له الزواج، ومنها: التحقُّق من مشاعر الفتاة المُقبِلة على الزواج تجاه فكرة الزواج من رجل مُطلِّق، والتحقُّق من مشاعر الرجل الشخصيَّة؛ إن كان ما يزال يشعر بالحسرة تجاه زواجه السابق.
ويُنصَح أيضاً بالانتباه إلى كيفية تحدُّث الزوج عن زوجته السابقة؛ فإن كان حديثه باحترام وتقدير، فهو رجل يُمكن الزواج منه؛ لأنَّه يحترم العلاقات السابقة، بالإضافة إلى أنّ أقواله لا بُدّ أن تتوافق مع أفعاله دائماً؛ لأنّ ذلك يدلّ على صدقه، ويمنح العلاقة أماناً وجدِّية.
نقلا عن موقع الشارقة