د.محمد أبوبكر أحمد الرفاعي بكتب : في ذمة الله تعالى ومستقر رحماته وغفرانه أخي ابن عمتي فاطمه الرفاعي ((الفاتح ابراهيم محمد أحمد))

إنا لله وإنا إليه راجعون، وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام،وبعد معاناه مع الألم ووجع المرض طويلا ،وبقدر من الابتلاء والتمحيص طويلا نحسب ان الله تعالى أراد بفضله وكرمه وحسن تدبيره أن ينقي ويطهر ويصفي هذا الجسد العزيز وهذا الانسان الصافي النبيل، سليم القلب ،رفيع الخلق سامي الأخلاق من كل شائبه ودنس .وأن يصطفيه إلى جنبه جل في علاه سالما وسليما وصافيا مصفى من كل اثم وذنب ودرن وقطيعة رحم ،فهذا من رحمه الله وكرمه وفضله على المسلم فأي مسلم تصيبه مسغبه أو أذى وألم وحتى الشوكه يشاكها يكتب له بها الأجر العميم والغفران الكبير بإذن الله تعالى.
ففي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. وفي صحيح مسلم من حديث أبي سعيد و أبي هريرة رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن، حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته.
فنحسب ان أخي الفاتح قد أصابه وغشيه من كل ذلك ما أصابه وآلمه وشق عليه، ولكنه بحمد الله تعالى وفضله كان صابرا جلدا مؤمنا شاكرا محتسبا راجيا طهور ربه ورحمته وحسن تدبيره ووعده الحق جل في علاه ،وكل هذا لا يتأتي إلا لمسلم إطلع الله تعالى قلبه وسريرته وسلامة نفسه وثراء روحه وعمق ايمانه فيقدر الايمان يكون الابتلاء ،فأشد الناس ابتلاء الانبياء ثم الذين يلونهم ويلونهم او كما صح عن النبي صل الله عليه وسلم في حديثه الشريف ،وحسن سيرته وخلقه وعلاقته بربه والناس ،فنشهد ويشهد جميع من عرف قدر أخي الفاتح عن كثب وقرب أنه كان خلقا رفيعا ،وصفاء ناصعا وتعاملا صادقا وبرا جميلا بوالديه، وعطفا رقيقا بإخوانه وواخواته، وأعمامه وأخواله وعماته وخالاته وجيرانه وزملائه واصدقاءه وجميع أهله ،كان أخي تميزا وإجتهادا وبذلا صادقا في صلتهم والوفاء لهم وإكرامهم ومواساتهم في جميع مناسباتهم الحزين منها والسعيد ..
كان أخي الكابتن الطيار أيقونه متميزه في مهنته على مستوى الخطوط الجويه السودانيه ناقل السودان الجوي القومي في عهده الذهبي ،فقد قضى بين سماواته وأرجاء فضاءاته يطير بكل سمو وعطاء وشموخ وعز محلقا بكل ثقه وثبات واعتزاز ،يطير بين ارجاء ربوع الوطن عبر مطاراته ومحطاته ومدنه داخليا ،وكذا عبر مطار الخرطوم الدولي عبر العالم ومدنه وقاراته خدمه للانسان والمجتمع في قضاء حاجات مرافقيه رحلاته من الركاب بمختلف دواعي سفرهم وترحالهم أن كان منها سعيا للرزق وضربا في الأرض، وان كان منها لطلب العلم والتعلم وكذا رحلات العباده والطاعه وشد للرحال للحرمين الشرفين وكذا ما كان منها سفرا للاستشفاء والتداوي والعلاج وغيرها وغيرها من دواعي السفر والتنقل والهجرات،فقد كان إبن عمتي رحمه الله الفاتح إنسانا حقيقيا وعطفا اصيلا في علاقته وتواصله مع الركاب جميعا وعطفا خاصا جدا بأهله ومن يعرفهم علي متن الطائرة التي يعتلي متن قيادتنا وكبينه الكابتن مستقلا مهامه اليوميه في ممارسه مهنته في الطيران فرصه للتواصل والصله لأهله ومن يعرفهم ويقدم لهم أسمى درجات التحيه والتفقد وخاصه لمن كانوا يحتاجون للرعايه الصحيه والرفقه والمتابعه يأتي متفقدا لهم في كراسيهم مطمئنا لهم ومتبادلا معهم الأنس الطيب وموصيا عليهم طاقم الضيافه والتطبيب قبل انا يتقدم لمقدمته الطائره وغرفه الكابتن وكابينه القياده استعدادا للسفر والاقلاع بالسلامه ترافقهم السلامه وبركات الكابتن الهام الشفوق الانسان ،وهنا أذكر ونحن صغارا بقريتنا بالقرير عندما تكون لأخي الفاتح رحله بين مطار مروي والخرطوم او العكس، يأتي محلقا قريبا جدا من قرية أهله بقوز قرافي يحلق بأدنى مستوى ممكن مرسلا لهم إشارات المحبه والوفاء والصله والتحيه والسلام، ويقابله أهلنا بالتلويح بالعمائم في رد للسلام وفخر بإبنهم الكابتن العظيم والانسان الأصيل ومن ثم يسموا ويطير عاليا بمركبته مودعا لهم نحو إستئناف رحلته ووجهته،فقد نال أخي الفاتح شل أعلى مستوى وظيفته ومهنته الطويلة الممتازه بالخطوط الجويه السودانيه في عهدها الذهبي وتاريخها الشامخ التليد أقصى ساعات الطيران التي تقتضيها لائحه الخطوط ومطلوباتها نحو الترقي المستمر والاداء الرفيع والجودة الشامله في كل مهامه ومسؤولياته ،ونال أعلى درجات العطاء والتقييم والأوسمه والنياشين والتكريم المستحق،فقد كانت سيرة أخي الفاتح المهنيه مثالا رفيعا وعطاءا رائعا، ورمزا مخلدا في قائمة الشرف الأولى بالخطوط الجويه السودانيه،يشار له بالبنان ومدرسه في الأداء والعطاء والانسانيه وقدوة حسنه ملهمه لكل من يعمل في هذا المجال الرحيب أو يمتهن الطيران والسمو والتحليق الشامل في من يأتي بعده ،عطاءا مخلدا ورمزيه مميزه شكلها أخي الفاتح في مسيرته وسيرته الشخصيه والقيميه والمهنيه ، ونرجو الله تعالى أن تكتب له صدقه جاريه وعلم ينتفع به وأهل كرام مخلصون وفيون يدعون له بالرحمه والغفران وحسن السيره الشامله مهنيا وانسانيا وخلقا فريدا،
تحدث لي في أخر لقاء وشرف انس لي معه انه يطير كثيرا بالحجيج في مواسم الحج إلى مطار الأمير محمد بن عبد العزيز مطار المدينه المنوره الدولي ،ذكر لي كذلك إحساس المحبه الذي ينتابه، وطلاوة الشعور وسمو الوجدان ،وخفقات الهيبه والمكان وسور طيبه ،ودموع المحبه عندي يأتي بمحازاه المسجد النبوي الشريف ،وقال لي أنهم اي طاقم الرحله جميعهم ينتظرون اكثر من خمسه ساعات بالمطار إلى حين تزويد الطائره بالوقود ومراجعه الصيانه والحاله الفنيه للطائرة قبل رحلتها التاليه، ولكن ذكر لي أن أنظمه الطيران والجوازات لا تسمح له بالذهاب للمسجد النبوي والروضه الشريفه لاداء ركعتين مستجابات والسلام على الرسول صل الله عليه وسلم وصحبيه الكرام، وأهل البقيع وشهداء أحد ومقدسات طيبه الطيبه ..فطلب مني البحث عن فرصه وطريقة ومجال لتحقيق رغبته هذه ووعدته رحمه الله تعالى أن أبحث له عن واسطه خير عبر أحد تلاميذي ومعارفي الذين يعملون بالمطار لتحقيق غايته ولكن للأسف لم تتم ،ولكني أثق تماما واحسب ان نيته الصادقه تلك قد قبلها الله تعالى فإنما الأعمال بالنيات ولك امرئ ما نوى أخي الفاتح ما نويت قبل باذن الله تعالى وسيكتبه لك ربي لا محاله وتجده في سجل صالحاتك وخيرك المديد ،أسأل الله تعالى أن يبلغه أسمى درجات الرحمه والغفران ويسقيه من حوض نبيه محمد صلى الله عليه وسلم شربه لا تظمأ بعدها ابدا.
الحديث عنك أخي الفاتح ابراهيم محمد أحمد جقلاب ابن عمتي فاطمه احمد الرفاعي محمد عبد الهادي ..حديثا ثرا لا ينتهي، وسيره ناصعه لا تنقضي، وخلقا كريما وقدوة حسنه وطيبه متناهيه وتبسما صادقا،وتكافلا وتعاونا اكيدا ومحبه شامله وخلقا رفيعا لكل أهلك والناس ..فنشهد الله تعالى نحن الأحياء لك بكل الخير واثقين أن ربنا جل وعلاه سيقبل شهادتنا فيك ويسكنك اعلى جناته وواسع رحماته وكل غفرانه ،،اللهم امين ان ربي سميع مجيب.
خالص التعازي لإخواني معاويه وعادل وعصام ومحمد أحمد والتعازي للاخوات ياسمين ونجوى فجزاهم الله عنا خير الجزاء فقد ضربوا المثال الرائع والوفاء الفائق والمستحق لأخيهم الذي كان بمثابة والدهم ومقامه،فقد أبلوا جميعهم بلاءا حسنا يعبر عن صدق الإخاء وعمق التربيه في تطبيب أخيهم الفاتح ومرافقته في مصر ورعايته والعناية به طيله هذه المده الطويله …كما التعازي لجميع أهلي حوش الرفاعي الأعمام والعمات والاخوان والاخوات ،والتعازي كذلك موصوله لبيت والدنا جقلاب الكبير وال العوتيب جميعا، ولجميع اهلي العكوداب، وأهلنا جميعهم بقوز قرافي والقرير والشماليه وجميع السودان وخارج السودان والتعازي نخصها كذلك لأسره الخطوط الجويه السودانيه وجميع زملاء أخي المرحوم الفاتح عبر مسيره عمله ..
انا لله وانا اليه راجعون وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام..
اللهم اغفر لأخي الفاتح ابراهيم محمد أحمد وارحمه واسكنه فسيح جناتك وابدله دارا خيرا من داره واهلا خيرا من اهله واجعل البركه في عقبه..والهمنا الصبر والصبر الجميل…
اخوكم/محمد أبوبكر أحمد الرفاعي من طيبه الطيبه على ساكنها افضل صلاه وأتم تسليم من يوم السبت ١٤ سبتمبر ٢٠٢٤م…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *