Site icon سودان ديلي نيوز

محمد بابكر يكتب عبد الرحمن الأمين ومكي المغربي .. قنبلة صحفية أم تضليل إعلامي؟

 

الخصومة أو المنافسة في السياسة دائما تفضي الي واقع يدفع بالاوطان الي الامام، هكذا التنافس السياسي في دول العالم المتقدم،
اما في السودان فالخصومة السياسية تقود الي القطيعة والقتل والتهجير والي قضايا اكبر واخطر من ذلك

 

وكل ذلك يعود الي الأنا وحب الذات وانعدام الوطنية
لابد من الوصول الي كرسي السلطة مهما كان الثمن ومهما كبرت التكلفة حتي وإن ضاع الوطن وتفرق شعبه.
في الأيام الفائتة راجت في الأسافير مادة صحفية كتبها الصحفي عبد الرحمن الأمين، وهي عبارة عن ترجمة لخبر صحيفة بلجيكية صادرة من بروكسيل، ومعها مقدمة عبارة عن رأي سياسي حول الصحفي مكي المغربي وانتمائه السياسي.
حمل الخط الرئيسي عبارات “قنبلة” و “أقبض” مما يوحي أن هنالك سبقا صحافيا كبيرا، لا سيما وأن الكاتب تصفه عدد من الجهات أنه صحافي استقصائي.
ولكن بعد دراسة الخبر في الإصدارة الأوربية نجدها وبكل أمانة نسبت الجزء الأساسي فيه وهو مشاركة مكي المغربي لموقع النيلين وهو موقع سوداني معروف، وفيه تصريحات مكي المغربي عن مشاركته.
أين القنبلة إذا؟
بل هنالك تصرف بالرأي في ترجمة عبد الرحمن الامين للخبر والتي يجب أن تكون كما هي ومعروف أن الخبر في مجال الاعلام ينقل كما هو دون زيادة اونقصان وغير مقبول ادخال رأي شخصي في خبر، بالذات عندما يكون النقل عبارة عن ترجمة، ومن اراد ابداء رايه عليه تحليل الخبر واضافة رأيه ولكنه -عبدالرحمن الامين- تصرف في الترجمة في اكثر من موقع لدرجة أنه حذف وصفا من الصحيفة الاوربية التي قالت (Progressive Islamist) وتعني إسلامي تقدمي في وصف مكي المغربي فحذف كلمة تقدمي بالكامل.
من حق عبد الرحمن الامين أن يصف أي خصم سياسي له باي صفة سلبية في مقالات الرأي، لكن ليس من حقه تزوير الترجمة من صحيفة أوربية لأغراض سياسية، ويلزمه اعتذار وتصحيح في تزوير الترجمة.
ها هنا تتصاعد الاسئلة. لماذا غامر عبد الرحمن الامين بسمعته الصحفية وانزلق بهذه الطريقة؟ ولماذا تداولت مواقع واقلام بعينها الادعاء بوجود قنبلة وسبق؟ لماذا التعب في صناعة غموض وهو غير موجود ولا يمكن صناعته؟

التضليل الإعلامي

التضليل الإعلامي مصطلح معروف، ومن نماذجه التلاعب بالمعلومات وترتيب الحقائق، بحيث تعطي معاني وانطباعات معينة، ويتم تفسيرها بشكل معين، يخالف الواقع.
زور عبد الرحمن الامين ترتيب النشر بايهام القاريء أن الصحيفة الاوربية هي الاولى في النشر. والصحيح أنها الاخيرة وأن مصدر النشر (حول حوار تل أبيب) هو مكي المغربي قبل اكثر من سنة.
من نماذج التضليل أيضا التضليل بالعناوين ومقدمات الأخبار المعتمدة على المبالغة والتهويل والغموض والمعلومات الناقصة، مما لا يتفق أحياناً مع مضمون الخبر أو المادة الصحفية

أخلاقيات المـهنـة

تجنب أي اضافة من عندك للنص المقتبس أو المترجم. وفي حالة الاضافة يجب استخدام علامات الإقتباس في حال. النقل عن مصدر الخبر.
تدنت اخلاقيات مهنة الاعلام بل تكاد تكون معدومة بعد ظهور مصطلح الجداد الالكتروني والذباب الالكتروني واصبحت الوسائط تعج بالموقوذة والنطيحة وما أكل السبع فكل من لم يجد مهنة امتهن مهنة الصحافة ومااكثر الناشطين الذين ذاع سيطهم وهم لايفرقون بين الخبر والتقرير والراي والتحليل.
يبدو أن ما حدث جزء من الحرب الهجين التي تدور في السودان، والتي تشمل الاعلام والتعبئة والحرب النفسية جنبا الى جنب مع العمليات الحربية والتكنولوجيا المتطورة.
يقول الخبير عبد السلام شليبك: التضليل الإعلامي هو العبث بمحتوى اتصالي وتوجيهه بشكل ممنهج لخدمة اهداف تنحرف عن المصلحة العامة الى اخرى ضيقة للحصول على نتائج تتعارض مع الحقيقة لترسيخ واقع محدد في ذهن المتلقي.
لو نظرنا لخبر عبد الرحمن الامين لوجدنا أن مكونات السبق الصحفي غير موجودة فيه فالخبر قديم ومكرر من العام السابق، ولكنه عبث بالاخبار لايهام القاريء بالسبق.
ولو دققنا في تعريف التضليل الإعلامي لوجدناها تنطبق تماما لوجود العبث بالمحتوى وذلك في التلاعب في الترجمة، وفي استخدام مفردات تفجر قنبلة والصحيح أنها أعادت نشر وليس فجرت.
وأيضا يأتي عنصر مهم في التضليل وهو التوجيه بشكل ممنهج لمصالح حزبية تاتي في صراع سياسي ضيق ولا صلة لها بالمصلحة العامة ولا خدمة القاريء.
للاسف بدلا من أن يناقش القاريء ماهو محتوى مشاركات المغربي في منبر اسرائيلي، وهل هي مفيدة ومنتجة في حل الازمة في السودان أم هي غير مفيدة، واجراء حوار معه حول الذي يدور حاليا في هذه العلاقة الجدلية الخلافية، وما هو تبريره لوجود العلاقة من الأساس، ساق التضليل عدد كبير من القراء في قضية انصرافية إتضح انها تمثل مخاوف من مجموعة بعينها من وجود حوار مع الخارج تقوم به جهة غيرهم، وكأنهم هم فقط الذين يجب ان يسالهم الخارج عن السودان وياخذ إجابتهم. وهم وحدهم من يملكون حق التواصل مع الخارج، وحدهم فقط!

Exit mobile version